في يوم الأربعاء 11 ربيع الأول 1445 هـ الموافق 27 سبتمبر 2023 م، شهد مسجد حسان التاريخي في مدينة الرباط احتفالية دينية مميزة ترأسها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بمناسبة إحياء ليلة المولد النبوي الشريف. هذا الحدث الديني الجليل يعكس العناية الكبيرة التي يوليها الملك محمد السادس للشعائر الدينية في المملكة المغربية، حيث يمثل أمير المؤمنين رمزًا للوحدة الروحية والدينية في البلاد.
مع بداية المساء، وبعد أداء صلاة المغرب، تجمعت شخصيات دينية وعلماء وممثلون عن مختلف فئات الشعب المغربي في مسجد حسان الذي يُعدُّ معلمًا بارزًا يعكس العمارة الإسلامية العريقة. وقد ألقى الحاضرون خطبًا وابتهالات دينية تمجيدًا لمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مع التركيز على تعاليمه السامية التي تدعو إلى التسامح والسلام والمحبة.
ترأس الملك محمد السادس هذه الاحتفالية بحضوره المهيب، مما أضفى على المناسبة طابعًا رسميًا وروحيًا خاصًا. وكالعادة، عبَّر الحاضرون عن سعادتهم وامتنانهم لرعاية أمير المؤمنين لهذه المناسبة.
تُعد احتفالات المولد النبوي الشريف جزءًا من التقاليد العريقة التي يتمسك بها الشعب المغربي. وتشمل هذه الاحتفالات تلاوة القرآن الكريم، الأناشيد الدينية، دروس الوعظ والإرشاد، وإقامة موائد الذكر التي تُعزز روح التضامن بين الناس. كما تُزيَّن المساجد وتُضاء الشوارع في المدن المغربية بأجواء مفعمة بالفرح والإيمان.
في هذا السياق، يعكس حضور الملك محمد السادس حرصه على الحفاظ على هذا التراث الديني والثقافي، بما يعزز الهوية الإسلامية والروح الوطنية في قلوب المغاربة.
ليلة المولد النبوي الشريف تُعد مناسبة عظيمة لتذكير المسلمين بسيرة النبي الكريم وأخلاقه العظيمة. وبهذه المناسبة، يتم التأكيد على قيم الإسلام المعتدل الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والتعايش السلمي بين الشعوب. في المغرب، يتم الاحتفاء بهذا اليوم من خلال التركيز على الجوانب الروحية والتعبدية، مما يجعل هذه المناسبة فرصة لتعزيز الترابط الاجتماعي والديني.
اختيار مسجد حسان لاستضافة هذه المناسبة يحمل دلالات رمزية كبيرة. يُعتبر هذا المسجد واحدًا من أبرز المعالم التاريخية في المغرب، ويمثل الفن المعماري الإسلامي في أبهى صوره. بُني المسجد في عهد السلطان يعقوب المنصور الموحدي في القرن الثاني عشر، ورغم عدم اكتماله، فإنه يظل شاهدًا على العظمة التاريخية للمملكة.
كرمز للأمة الإسلامية، يواصل الملك محمد السادس دوره في تعزيز القيم الإسلامية السمحة، ودعم العلماء والمؤسسات الدينية في المملكة. حضوره لمثل هذه المناسبات الدينية يعكس التزامه بالاهتمام بالشأن الديني كأحد ركائز الاستقرار والوحدة الوطنية.
إحياء ليلة المولد النبوي الشريف تحت رعاية أمير المؤمنين الملك محمد السادس في مسجد حسان يُجسد التزام المملكة المغربية بالحفاظ على تقاليدها الدينية والثقافية. هذه المناسبة تُبرز القيم النبيلة التي يسعى الملك محمد السادس لتعزيزها في المجتمع المغربي، مما يجعلها لحظة روحية فارقة تُعزز الترابط بين القيادة والشعب.
لا تقرأ وترحل، يمكنك ترك تعليق جميل