أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر المقالات

موسم مولاي عبد الله أمغار بالمغرب.. ذاكرة روحية وتراث حيّ

موسم مولاي عبد الله أمغار بالمغرب
أعرق موسم ديني وثقافي في المغرب يُقام بجماعة مولاي عبد الله قرب الجديدة، يجمع بين السَّلْكَة القرآنية والتبوريدة والفنون الشعبية، وتتشكل خلاله مدينة خيام واقتصاد موسمي بحجم مدينة صغيرة.

يُعدّ موسم مولاي عبد الله أمغار أكبر تظاهرة دينية/ثقافية في المغرب وأحد أعرق المواسم في الفضاء العربي-الإسلامي. يتقاطع فيه البعد الروحي للزيارة والذكر مع البعد التراثي-الاحتفالي لفنون التبوريدة والفلكلور، وتتشكل على امتداد أيامه مدينة خيام ضخمة واقتصاد موازٍ يتحرك حول الثقافة والسياحة والتجارة والخدمات. أُقيمت دورة 2025 خلال 8–16 غشت، على بعد نحو 10 كلم جنوب مدينة الجديدة على الساحل الأطلسي.

الجذور التاريخية والهوية الروحية

ينتسب الموسم إلى الوليّ الصالح مولاي عبد الله أمغار، أحد أعلام التصوف بالمغرب الوسيط، والمرتبط تاريخياً بـرباط تِيط الذي مثّل مركز إشعاع ديني في دكالة. ومنذ قرون، ترسّخت عادة الزيارة السنوية والليالي القرآنية والسماع والمديح، بما يعكس عمق الصلة بين الروحاني والدنيوي في الاجتماع المحلي، ويحوّل الموسم إلى ذاكرة جامعة تتوارثها القبائل والعائلات.

برنامج متعدد الأبعاد: روحي وتراثي وفني

1) المحور الروحي

يشمل السَّلْكَة (ختم القرآن الكريم جماعة)، حلقات الذكر، أمسيات المديح والسماع، ودروساً ولقاءات دينية في فضاءات الزاوية والجامع المحاذي للمزار.

2) المحور التراثي/الفروسي

تتصدره عروض التبوريدة (الفانتازيا) بمشاركة عشرات السُّرَبَات من مختلف جهات المملكة في جولات صباحية ومسائية. التبوريدة فن فُروسي مصنَّف على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لليونسكو (2021)، ويقوم على انطلاق الفرسان في صف واحد وختم العدو بإطلاق بارود موحّد بإيقاع دقيق.

3) المحور الفني-الشعبي

حفلات وسهرات لروّاد الأغنية الشعبية والتراثية، حلقات فلكلورية، وعروض موازية (أحياناً صقارة/باز)، إلى جانب أسواق كبيرة للمنتوجات التقليدية والصناعات اليدوية والمأكولات المحلية.

مدينة خيام واقتصاد موسمي بحجم مدينة

يتحول الفضاء الساحلي المحيط بالمزار إلى مدينة خيام ببنية خدمية وتجارية موازية: تزوّد، مطاعم، مقاهٍ، أسواق ماشية، عتاد فروسية، نقل ولوجستيك. وتستقطب كل دورة مئات الآلاف من الزوار من داخل المغرب وخارجه، مع نصب عشرات الآلاف من الخيام ومشاركة مئات الفرسان، بما يعكس قدرة التراث على إنتاج سلاسل قيمة متكاملة حول الثقافة والسياحة والبيع بالتقسيط والخدمات.

حوكمة الحدث والتنظيم الميداني

تتولى جماعة مولاي عبد الله الإشراف على التنظيم بتنسيق مع سلطات إقليم الجديدة وشركاء مؤسساتيين وخواص، وفق مخطط يزاوج بين الأمن والسلامة وجودة العرض واللوجستيك: ميادين التبوريدة، مسارات الفرسان، مناطق التخييم، تدبير السير والجولان، مرافق الصحة والوقاية. ويؤطَّر الحدث بهوية تبرز قيم التآزر القبلي والروحي وتثمين الموروث الدكّالي.

دلالة الموسم اليوم: تراث حيّ وسياحة ثقافية

يمثّل الموسم مدرسة مفتوحة لنقل المعارف المرتبطة بالخيل والبارود واللباس التقليدي والطبخ المحلي، ويُعدّ منتوجاً سياحياً ثقافياً يعزّز صورة المغرب دولياً، خاصة وأن محور التبوريدة مصنّف أممياً، ما يوفّر رافعة قوية في التسويق التراثي والتعريف بالهوية المغربية.

الأنشطة الرئيسية في موسم مولاي عبد الله أمغار

المحور/النشاط الوصف التواتر/الزمن ملاحظات
السَّلْكَة والليالي القرآنية ختم جماعي للقرآن وأمسيات مديح وسماع ليليّاً خلال أيام الموسم تقليد راسخ في برمجة المواسم
التبوريدة (الفانتازيا) عروض فُروسيّة لعشرات السُّرَبَات من جهات المملكة جولات صباحية ومسائية فن مُصنَّف لدى اليونسكو (2021)
الأسواق التقليدية منتوجات محلية وصناعات وحِرف وزاد الرحال طيلة اليوم رافعة للاقتصاد المحلي
الأنشطة الفنية-الشعبية سهرات لفنانين تراثيين وشعبيين وحلقات فلكلور ليلاً برمجة تتغيّر حسب الدورة
التخييم (مدينة الخيام) فضاءات إقامة وخدمات للزوار بعشرات الآلاف من الخيام طيلة الموسم اقتصاد موسمي بحجم مدينة صغيرة

معلومات عملية

  • المكان: جماعة مولاي عبد الله، إقليم الجديدة (نحو 10 كلم جنوب المدينة على الساحل الأطلسي).
  • التواريخ: 8–16 غشت  (قد تخضع بعض الفقرات للتعديل وفق البلاغات الرسمية).
  • نصائح: يُستحسن الحجز المبكر والإطلاع على مسارات السير ومناطق التخييم المخصصة وميادين التبوريدة قبل الوصول.

يمثّل موسم مولاي عبد الله أمغار صيغة مغربية فريدة لالتقاء الدين والتراث والاقتصاد المحلي في حدث واحد. ومن خلاله يتجدد المعنى العملي لمفهوم التراث الحيّ بوصفه مُحرّكاً للتنمية والتلاقي الثقافي، وواجهةً تعريفية بالمغرب لدى الزوار من الداخل والخارج.

الأسئلة الشائعة حول موسم مولاي عبد الله أمغار

ما هو موسم مولاي عبد الله أمغار؟

هو أكبر موسم ديني وثقافي في المغرب وإفريقيا، يُقام سنوياً بجماعة مولاي عبد الله بإقليم الجديدة، يجمع بين الزيارة الدينية لضريح الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار وفنون التبوريدة والأسواق التقليدية والأنشطة الفنية.

أين يُقام الموسم ومتى يُنظم؟

يُقام الموسم على الساحل الأطلسي بجماعة مولاي عبد الله (10 كلم جنوب مدينة الجديدة). تنظم دورة 2025 ما بين 8 و16 غشت.

ما الأنشطة الرئيسية التي يتضمنها؟

يضم الموسم أنشطة روحية (السلكة القرآنية، المديح، الذكر)، عروض التبوريدة بمشاركة مئات الفرسان، الأسواق التقليدية، إضافة إلى سهرات فنية وفلكلورية.

ما عدد الزوار المتوقع؟

يستقطب الموسم مئات الآلاف من الزوار سنوياً، وتقدر دورة 2025 بما يزيد عن 450 ألف زائر من مختلف مناطق المغرب وخارجه.

ما الذي يميز موسم مولاي عبد الله عن باقي المواسم المغربية؟

يمتاز بكونه أقدم موسم منظم في المغرب، وبحجمه الكبير الذي يجمع بين الطابع الديني والفرجة التراثية، إضافة إلى التبوريدة التي أصبحت مصنفة تراثاً إنسانياً لدى اليونسكو.

هل الموسم له تأثير اقتصادي؟

نعم، فهو يحرك اقتصاداً موسمياً ضخماً يشمل التجارة، الحرف التقليدية، السياحة، النقل والخدمات، ويحول المنطقة إلى مدينة خيام عامرة بالنشاط.

تامغربيت
تامغربيت
تامغربيت... منصة الكترونية تفاعلية تضم محتوى مرئي متنوع يتناول تاريخ واقتصاد وسياحة المملكة المغربية وانجازات المغاربة في مجالات متعددة وكافة الأنشطة التي تنبض بالحياة.
تعليقات