أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر المقالات

صالح الباشا.. سيرة شاعر أمازيغي حمل هوية سوس إلى المنصات والقلوب

صالح الباشا.. سيرة شاعر أمازيغي حمل هوية سوس إلى المنصات والقلوب

رحل الفنان والشاعر الأمازيغي صالح الباشا صيف 2025، تاركًا وراءه مسارًا فنيًا يُجسّد التقاء القصيدة الأمازيغية بفن الروايس على نحوٍ حديثٍ ومؤثر. وُلد سنة 1965 في إدا أوكرض (إقليم الصويرة)، وعُثر عليه متوفًى في منزله بالدراركة ضواحي أكادير يوم 16 يوليوز 2025. وبين تاريخَي الميلاد والرحيل، بنى إرثًا شعريًا وموسيقيًا متينًا، وأسلوب أداءٍ فريدًا (الجلوس على الخشبة أحيانًا والغناء حافيًا)، وفتح نقاشًا واسعًا بعد وفاته حول صون أرشيفه الرقمي وحقوقه المعنوية.

النشأة والجذور: من “أكرض” إلى عوالم الروايس

وُلد صالح الباشا في دوّار إدا أوكرض بمنطقة حاحة (إقليم الصويرة) سنة 1965. نشأته في بيئة سوسيةٍ محافظةٍ صاغت ذائقته مبكرًا نحو موسيقى الروايس وشعر تاشلحيت، وحَفِظ القرآن وتلقّى تكوينًا دينيًّا منح تجربته بعدًا روحانيًّا ظاهرًا في لغته وصوره الشعرية.

البدايات والانعطافة (1996): من الظل إلى الضوء

ظلّ الباشا يكتب ويُلحن في الظلّ سنواتٍ، ويزوّد فنانين من جيله بالنصوص، قبل أن يُصدر عام 1996 أول ألبومٍ يخرجه إلى فضاء الشهرة الجهوية والوطنية، ما حوّله إلى اسمٍ تنافسيٍّ في سوس وحاحة، بجوار أسماء مثل العربي حيحي والحسين أمراكشي ومحمد أمضان.

“مدرسة” الأداء: الجلوس على الخشبة… وأحيانًا حافيًا

تميّز الباشا بعروضٍ يقدّم فيها الغناء جالسًا، ويخلع نعليه أحيانًا في إشارةٍ حميمةٍ تُقرّب القصيدة من المستمع، وتُنزِلها منزلة البوح لا الاستعراض. قصائده حملت موضوعاتٍ اجتماعيةً وعاطفيةً وهووية، فكان صوتًا للبيئة السوسية وهمومها اليومية.

الكتابة والهوية: قصيدة أمازيغية معاصرة

جمع شعره بين بساطة الصورة وعمق الدلالة، واشتغل على حقول: الحبّ والحنين، الأسرة والتقاليد، والانتماء للأرض واللغة. وقد قُدِّمت تجربته في إصدارٍ توثيقي بعنوان “مسلك الفن: صالح الباشا نموذجًا” للباحث حسن همّوش.

أعمال بارزة

  • Issak Hli Nigh – إيساك هلي نيغ
  • Aji Wana Yssawaln – أجي وانا يسوالن
  • Wakha Tgit Amdakl – واخا تڭيت أمداكل
  • Sers Agayou – سرس أغايو
  • TAHWACHT – تاهواشت
  • Ourirkha Atnit Amdakl – أوريرخا اتنيت أمداكل

حضور عام وجدالات

في 2016 خاض تجربةً انتخابية في دائرة الصويرة، ما أثار نقاشًا حول علاقة الفنان بالمجال السياسي. كما شهدت قناته الرسمية على يوتيوب انتشارًا كبيرًا منذ 2004، ما عزّز حضوره لدى الأجيال الجديدة.

الرحيل وردود الفعل

عُثر عليه متوفًى في منزله بالدراركة يوم 16 يوليوز 2025، ورجّحت المعطيات وفاة طبيعية. وقد خلّف رحيله موجة نعيٍ واسعةٍ في الأوساط الفنية والإعلامية، مع تأبينٍ خاص من قنوات وصحف وطنية.

الإرث الرقمي وامتحان ما بعد الوفاة

أثار حذف مؤقت لبعض محتويات قناته على يوتيوب جدلاً حول مصير الأرشيف الرقمي، وهو ما فتح نقاشًا واسعًا حول ضرورة صون التراث الأمازيغي وضمان استمراريته في العالم الرقمي.

لماذا يبقى صالح الباشا مؤثرًا؟

  • لغة شعرية عميقة بلسان تاشلحيت.
  • أسلوب أداء فريد يقربه من الجمهور.
  • توسيع دائرة الأغنية الأمازيغية عبر المنصات الرقمية.
  • ترسيخ هوية أمازيغية حية بين الأجيال.

خط زمني لمساره

السنةالحدث
1965الميلاد في إدا أوكرض – الصويرة
1996أول ألبوم يخرجه إلى العلن
2004انتشار واسع عبر المنصات الرقمية
2016الترشح السياسي في الصويرة
2023–2025إصدارات رقمية وتفاعل لافت
16 يوليوز 2025وفاته في أكادير

لم يكن صالح الباشا مجرد صوتٍ جميلٍ؛ كان أسلوبًا في الشعر والأداء، وتجربةً تُثبت أن الأغنية الأمازيغية قادرة على أن تكون سجلًّا جماليًّا وذاكرةً حيّة. إن حفظ أرشيفه مسؤولية ثقافية لضمان استمرار هذا التراث للأجيال المقبلة.

تامغربيت
تامغربيت
تامغربيت... منصة الكترونية تفاعلية تضم محتوى مرئي متنوع يتناول تاريخ واقتصاد وسياحة المملكة المغربية وانجازات المغاربة في مجالات متعددة وكافة الأنشطة التي تنبض بالحياة.
تعليقات