 |
| تكريم راوية في مهرجان مراكش: النجمة الذهبية تتوج "صوت السينما المغربية" |
لحظة تتويج "صوت السينما المغربية"
وسط حضور مكثف لشخصيات بارزة من عالم الفن والإعلام والنقد السينمائي من داخل المغرب وخارجه، تسلمت راوية الجائزة من يدي المخرج المغربي المتميز نور الدين الخماري. لم يكن مجرد تسليم لجائزة، بل كان اعترافًا بامرأة وصفها الحضور بأنها "ذاكرة السينما المغربية وحضورها الطاغي".
القاعة اهتزت بالتصفيق الحار، ووقوف الجمهور احترامًا لهذه القامة الفنية يعكس المكانة الخاصة التي تحتلها "راوية" في قلوب المغاربة، فهي التي طالما برعت في تجسيد أدوار المرأة القوية، الصبورة، والمكافحة.
الخماري: "راوية هي إيرين باباس المغرب"
في كلمة مؤثرة خطفت الأنظار، أشاد المخرج نور الدين الخماري بخصال راوية الإنسانية قبل المهنية، واصفًا إياها بـ "الصديقة الصدوقة" و"المرأة الشجاعة".
ولتقريب صورتها وقيمتها الفنية من الأذهان العالمية، عقد الخماري مقارنة من العيار الثقيل قائلاً:
"إذا كانت لدى اليونان إيرين باباس، ولدى إيطاليا كلاوديا كاردينالي، ولدى الولايات المتحدة جينا رولاندز، ولدى مصر يسرا.. فلدى المغرب راوية".
هذا التشبيه يبرز "الكاريزما" القوية التي تتمتع بها راوية، وقدرتها على ملء الشاشة بمجرد نظراتها وصوتها الرخيم المميز.
كلمات من القلب.. وامتنان ملكي
بكل تواضع، أعربت الفنانة المحتفى بها عن سعادتها العارمة بهذا التكريم الذي وصفته بـ"العيار الثقيل" لمسار اعتبرته "متواضعًا في دروب العشق الفني".
وفي كلمتها، وجهت راوية رسالة شكر وامتنان إلى:
- جلالة الملك محمد السادس، مشيدة برعايته المستمرة للفن والفنانين.
- صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان.
- "جنود الخفاء" الساهرين على تنظيم واستمرارية هذا العرس السينمائي العالمي.
كما تميز الحفل بلمسة وفاء إنسانية، حيث تم استحضار أرواح فنانين مغاربة غادروا دنيانا خلال السنة الجارية، في تأكيد على أن الذاكرة الفنية لا تنسى مبدعيها.
فاطمة هراندي: رحلة من المسرح إلى العالمية
لم يكن طريق "راوية" مفروشًا بالورود. بدأت فاطمة هراندي رحلتها من خشبة المسرح، المدرسة الأولى التي صقلت موهبتها الفذة. وكان المخرج محمد العبازي هو من فتح لها أبواب السينما عبر فيلم "كنوز الأطلس".
سرعان ما لفتت الأنظار بحضورها الطاغي، لتصبح "الوجه المفضل" لنخبة من كبار المخرجين المغاربة مثل:
- سعد الشرايبي
- الجيلالي فرحاتي
- نرجس النجار
- ليلى المراكشي
- عبد الحي العراقي
أبرز المحطات في مسيرة "راوية":
تميزت فيلموغرافيا راوية بالتنوع بين السينما المستقلة والإنتاجات الضخمة، ومن أبرز أعمالها:
روائع السينما المغربية:
عيون جافة (نرجس النجار): الدور الذي منحها جائزة أفضل ممثلة في المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.
مسافة ميل بحذائي (سعيد خلاف): حصدت عنه جائزة أفضل ممثلة في 2016 في كل من مهرجان طنجة ومهرجان قرطاج السينمائي، وهو الدور الذي أظهر قدرتها الهائلة على التلون الدرامي.
أفلام أخرى: "عطش"، "شفاه الصمت"، "كازانيغرا".
- الحضور الدولي:
شاركت في الفيلم الشهير Of Gods and Men (رجال وآلهة) للمخرج كزافييه بوفوا، الحائز على الجائزة الكبرى في مهرجان "كان".
فيلم And Now... Ladies and Gentlemen للمخرج العالمي كلود لولوش.
فيلم الجن (Djinn).
التلفزيون:
- تركت بصمة واضحة لدى الجمهور العريض عبر مسلسلات ناجحة مثل "موسم جاف"، "منديل صفية"، و"جبروت".
يأتي تكريم راوية بالنجمة الذهبية في مهرجان مراكش ليعيد الاعتبار لجيل من الممثلات اللواتي حملن هموم المجتمع المغربي على أكتافهن وجسدنها بصدق أمام الكاميرا. إنه تكريم لموهبة فطرية، وصوت لا يخطئه سمع، ووجه يحمل تضاريس وتفاصيل الهوية المغربية الأصيلة.
لا تقرأ وترحل، يمكنك ترك تعليق جميل