أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر المقالات

الصويرة تستعد لاستقبال دورة نارية من مهرجان كناوة وموسيقى العالم 2025

الصويرة تستعد لاستقبال دورة نارية من مهرجان كناوة وموسيقى العالم 2025
مهرجان كناوة 2025 بالصويرة: حيث تتقاطع الطقوس بالجذور وتولد الموسيقى من جسد العالم

الصويرة – المغرب

في قلب مدينة تتنفس من رئتين: الأطلسي والتراث، تعود الصويرة لتحتضن الدورة السادسة والعشرين من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، من 19 إلى 21 يونيو 2025، حاملة معها وعدًا بتجربة فنية لا تشبه سواها. فقد كشف المنظمون، في بلاغ صدر يوم 12 ماي، عن أبرز ملامح هذه الدورة التي تواصل ما بدأه المهرجان منذ تأسيسه عام 1998: لقاء غير مشروط بين الموسيقى الكناوية وامتداداتها عبر القارات.

كناوة.. من الطقس إلى التجريب العالمي

لم يعد المهرجان مجرد احتفال سنوي بالكناويين ومعلميهم، بل تحول إلى مختبر حي تتقاطع فيه الأنماط، وتُختبر فيه حدود الممكن فنياً. ومنذ انطلاقته، حافظ على نواته الصلبة: "المعلم" كحارس لذاكرة شفهية وجسدية، لكنه لم يتوقف عن تفكيك الحدود بين المحلي والعالمي. في كل دورة، تترجم الصويرة، المدينة التي تجمع الريح والسكينة، هذه الرؤية عبر لقاءات موسيقية غير متوقعة.

معلم خالد صانصي × سِيمافنك: حيث الفانك يهتز على إيقاع "الكمبري"

واحد من أبرز لقاءات هذه الدورة يجمع بين المعلم خالد صانصي، نجم كناوي صاعد من الدار البيضاء، وسِيمافنك، الفنان الكوبي الذي يُلَقّب بـ"الوريث الروحي لجيمس براون".
صانصي لا يكرر ما سمعه، بل يعيد صياغة الإرث الكناوي في خطاب بصري وصوتي معاصر، مدفوعًا بخلفية روحية وتكوين عائلي تقليدي. في المقابل، يأتي سِيمافنك بطاقة لاتينية جارفة، تمزج فانك أفريقيًا بإيقاعات الكاريبي. اللقاء بين الاثنين لا يعد فقط بتجربة مسرحية صاخبة، بل بلحظة تصادُم خلّاق بين الروح الطقسية والإيقاع المادي.

المعلم مراد المرجان × ظافر يوسف: حوار صوفي في زمن التشظي

في مستوى أكثر هدوءًا واتساعًا، يشكل لقاء المعلم مراد المرجان بعازف العود التونسي ظافر يوسف مساحة تأمل موسيقي مفتوحة على العوالم الداخلية.
المرجان، بصوته العميق وأسلوبه المتجذر في الرباط، يمثل الجيل الجديد من الكناويين، حيث تختلط البساطة بوعي التجربة. أما يوسف، فقد تجاوز منذ سنوات كونه مجرد "عازف"، ليصبح مدرسة قائمة على الجاز الصوفي والإلكتروني. ما يجمعهما هو البحث، وما يفرّقهما هو الأدوات، وما سينتج عن حوارهما قد لا يكون مجرد موسيقى، بل طقسًا صوتيًا يجمع بين طهارة "الكمبري" وتعقيد العود.

أسماء حمزاوي × رقية كوني: حين تستعيد النساء صوت الذاكرة

في لحظة فنية مزدوجة الأهمية، تلتقي الفنانة المغربية أسماء حمزاوي، رائدة التأسيس النسوي في الكناوة، بالمغنية المالية رقية كوني، الصوت الإفريقي القوي الذي لا يهادن.
حمزاوي لم تكتف بكسر هيمنة الذكور على الكناوة، بل أسست مع فرقتها "بنات تمبكتو" تصورًا جديدًا للغناء والكمبري، حيث الهجرة والهوية والذاكرة عناصر تعبير جمالية وسياسية. كوني، التي عرفها الجمهور العالمي من خلال فرقة "أمازونيات إفريقيا"، تأتي بصوتها الطالع من قلب سيغو، لتحمل حكايات نساء قويات، من قاع الحياة إلى منصة الصويرة.
هذا اللقاء ليس فقط امتدادًا لتقليد المهرجان في تكريم النساء، بل شهادة على أن الكناوة ليست جامدة، بل حية وقادرة على أن تتنفس بطرق مختلفة.

حفلات فردية.. لحظات خاصة من عوالم شخصية

إلى جانب حفلات المزج، ستُقام ثلاث حفلات فردية لفنانين شكلوا مفاجأة البرنامج: سِيمافنك، رقية كوني، وظافر يوسف. على منصة مولاي الحسن، سيروي كل منهم حكايته مع الموسيقى، بعيدًا عن التداخلات، في لحظة مكثفة تسلط الضوء على صوته الفردي داخل الجوقة العالمية.

أكثر من مهرجان.. تجربة عابرة للحدود

لم يعد مهرجان كناوة مجرد حدث ثقافي، بل صار فضاءً سنويًا يتيح للعالم أن يرى المغرب من زاوية مختلفة: لا كجغرافيا، بل كجسر. هنا، لا تتعارض التقاليد مع التجريب، ولا يُعامل الإرث بوصفه متحفًا، بل كمصدر دائم للابتكار.

منذ أكثر من 25 عامًا، كتب المهرجان قصة موسيقى بلا خرائط، ولا يزال، في كل دورة، يثبت أن ما يبدو "مستحيلًا" فنيًا قد يصبح واقعًا على منصة تعزف فيها الروح.

تامغربيت
تامغربيت
تامغربيت... منصة الكترونية تفاعلية تضم محتوى مرئي متنوع يتناول تاريخ واقتصاد وسياحة المملكة المغربية وانجازات المغاربة في مجالات متعددة وكافة الأنشطة التي تنبض بالحياة.
تعليقات